و عَادَتْ عُشتارٌ من رُقادها
فدَارتِ المياهُ في المِياهْ
و بُعثوا الموتى الحُزانى ..
إلى الحياةْ
و أصبحَ لصوتِ البُندقياتِ صدى
و لعواميدِ الملحِ مدى .
عادتْ عُشتارُ ..
من جنازتها الأخيرَة
من مُناخِ قبـرٍ ..
يُعانقُ مصيرهْ
عادتْ – يا ويلتي –
من موتِ أحبابِي
عادَتْ أسطُوره
و إنّي أراها ..
في حقائبِ سفري
تأكل وجوهَ المُسنينْ
لتنبثَ من فوقهمْ ..
زهُورا و بساتينْ
عَادتْ ..
تنفُضُ عنها الرّمادْ
تبتسمُ ..
فتتغبّرُ الدّنيا بالرّمادْ
تنجرفُ مع الكَوْنْ
و يُفضي فيها البعثُ
إلى الضّوءِ الأخيرْ
إنّي أراها ..
فَوْقَ ضحاياها تسيرْ
إنّي أراها ..
تُولدُ في بغدادْ
في حاناتِ الرّمادْ
وجهها ذاكَ الشتويُّ المذهبْ
يغطي الشّارعَ الملعونْ
و صوتُها ..
يتيهُ دونَ صدىً للمعادْ .
عادَتْ عُشتارْ
فغرقتْ تفاصيلُ الليلِ
في نعوماتِ الصّخرْ
فتُمطرُ السّماءْ
و ما مِنْ مَطرْ ،
لعلَّ قطراتهُ ثقبتِ الظلامْ
كانَ الموْتُ ..
و كانَ الذعـرْ .
عادتْ من حيثُ لا تأتي الملائكَة
لتجمعَ من نَسِيَ وَجْهَهُ
في القفرِ و نامْ
من أخذتْهُ روحهُ
لساحَة الإعدامْ
و تروحْ ..
حيثُ التوابيتُ بنهرانْ
حيثُ تنهضُ تُربَةُ كنعانْ
عادتْ عُشتارْ ،
و أنا أموتْ
يُدركنِي صوتُها فأموتْ
علّني ..
إذا بُعثتُ منها..
ستَموتْ .